زينب ندير امرأة عنوان
الصبر والعمل والاخلاص تحكي لنا جانب من حياتها العلمية والعملية
أولا نشكرك على تلبية هذه الدعوة اختي زينب
ندير
من خلال تجربتك في تحدي
المعوقات الاجتماعية والتقافية التي تعرضت لها في حياتك بحيت انتقلت من عالم حضاري
الى عالم قروي امازيغي في منطقة نائية بضواحي اكادير كيف تمكنت في المساهمة
بالنهوض بالعمل الجمعوي بالمنطقةوكدلك العمل الدعوي
بسم الله الرحمان
الرحيم أولا بعد تردد كبير وبما أنك اخترت إجراء الحوار معي ولو أنني لست أهلا
لذلك إلا أنني وجدتني استسلم بين يديك لأبوح لك ببعض التجارب البسيطة في هده
الحياة. فكما تعلمين كنت مثل باقي الفتيات أحلم بحياة سعيدة وأكمل دراستي دون ملل.
كنت كلي حيوية ونشاط فوجدت نفسي في مكان بعيد عن الحضارة و كل ما كنت ارسمه في
مخيلتي في دفن في منطقة نائية عن مدينة أكادير و أناسها كلهم من الامازيغين الأصليين لا
يعرفون العربية بتاتا.في بادئ الأمر ظننت نفسي لا اقدر على العيش هناك و لن أتعلم
لهجتهم مهما طال الزمان او قصر ولن أتأقلم مع تقاليدهم وعاداتهم.لكن كان هناك دافع
قوي جعلني أغير نظرتي للأمور و هو مساندة زوجي ومساعدته لي بشكل لم أكن أتصوره فقد
كان يبدل كثير من الجهد ليعلمني "الامازيغية" حتى أستطيع كسب حب الناس و
يسهل علي التفاهم معهم. صراحة لم البث طويلا حتى تمكنت من الوصول الى قلوبهم ,
كانت تجربة صعبة و لكن نتيجتها جعلت مني إنسانة معروفة في تلك المنطقة وهدا ما
أردته بالضبط لتسهل علي الدعوة هناك فبدأت أول تجربة أنني جمعت نساء تلك المنطقة
لأخبرهم أنني تعلمت لغتهم لاستفيد منهم ومن تجاربهم الناجحة في الحياة وقد حان
دورهم ان يتعلموا العربية الأم ليستفيدوا من كتاب خالقهم ومولاهم. في الحقيقة لم
أكن أظن أنهم سيستجيبون للفكرة بهده السرعة فكان إقبال كبير فالتعليم مجاني بطبيعة
الحال فما المانع.لكن أحسست انني قمت بانجاز كبير جدا حينما انظر السعادة في
عيونهم وهم يتابطون محافظهم و عازمين على محاربة الأمية ومن تم فتح لي باب الدعوة
الى الله و الحمد لله الذي قال "عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم" هدا
باختصار أول تجربة
نعرفك ناشطة سابقة بحركة 20 فبراير اروي لنا تجربتك مع هده الحركة وما هي رؤيتك لها بعد انسحاب جماعة العدل والاحسان ؟
بالنسبة لحركة 20 فبراير كانت تجربة اعتز بها ساعدتني كثيرا على التعرف على الاخر وكسر حاجز الخوف منه و اكتشف " زينب ندير" الحقيقية في نضالها من اجل تدشين زمن سياسي جديد برفض الاستبداد والفساد..لاننكر ان حضور جماعة العدل و الإحسان في الساحة كان قوي جدا وترك بصمة تاريخية لا أظنها ستنسى بين عشية و ضحاها. كما ان هناك نقطة مهمة فجماعة العدل والإحسان لم تنسحب من الفعل السياسي بانسحابها من 20 فبراير فهي مازالت تندد بالاستبداد والفساد وتناضل من اجل دالك .فعندما بدأ الاخر يرسم لهده الحركة سقفا محددا ويستغل صدق شبابها الدي كان له الحظ الوافر من الدعم المجتمعي جاء ا انسحاب الجماعة امرا منطقيا و عين العقل والصواب فكمناضلة سابقة في حركة 20 فبراير استفدت الكثير من هدا الحراك من بينها حضوري كمرأة لاتخاف في الله لومة لائم و كنت قبل ان اخرج للنضال اعتبره جهاد النفس اولا و اقتحام لعدة عقبات أدركت بعدها انني كنت ألبي نداء رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم "من لم يهتم بامر المسلمين فليس منهم" وما يثلج صدري ان اسمي مسجل في تاريخ هدا الحراك فنسال الله ان يتقبله عنده بقبول حسن وان يرزقنا الصدق في الطلب والسلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
زينب ندير حاصلة على دبلوم تدريب المدربين تخصص " الاسرة والطفل " ماذا اضاف لك هذا الاهتمام ؟
اهتمامي بهدا المجال كان لاسباب كثيرة منها انجاح علاقتي الاسرية بما فيها العلاقة الزوجية وتربية الابناء و تكوين المعرفة عن كيفية التعامل مع الناس و فهم الاخر ثم اكتساب رؤية جديدة لاشياء كثيرة في هده الحياة. كان هدا تحدي كبير بالنسبة لي لان فترة التكوين تتطلب بعض التضحيات فاستفدت كثيرا من هده الدورات و جعلتني اغير اسلوبي كالسير بالناس ومع الناس بطريقة مدروسة و محفزة وصلت الى "الانصات" ووضع بعض الحلول لمشاكل في العلاقة الزوجية لبعض العائلات المقربة مثلا .وهدا دافع قوي يجعلني " بعد حصولي على دبلوم تدريب المدربين في مجال " الاسرة والطفل " اتوق الى للمزيد من التكوينات في في تخصصات عديدة بادن الله. وحلمي ان اكون مدربة عالمية. تساعد الاخر على التعامل مع المشاكل اليومية وكيفية اتخاد القرارات الصائبة في المواقف الصعبة ليعيش بسلام.ويبقى حلم لايستحيل تحقيقه
نعلم انك ملمة شغوفة
بالكتابة تحدتي لنا عن تجاربك في الكتابة
سأتحدث عن تجربة
الكتابة أولا فبما انني كنت احلم ان اكون كاتبة بالغة الفرنسية نظرا لتشجيع
اساتدتي جزاهم الله عنا كل خير. فكانت اول تجربة
للكتابة حينما نشرت اول مقال كتبته عن نظرة الرجل المراة العاملة وقد نشر في جريدتي
‘’l’opinion des jeunes ‘’و’’
le matin’’
ومن تم اجتهدت كثيرا
في الكتابة و كنت من المحظوظات اللواتي ينشر لهن اي مقال . في الحقيقة أردت من هدا
المنبر ان أذكر بعض فوائد الكتابة بصفة عامة إذ يسعى كل منا لتحقيق ذاته بشتى
الوسائل والسبل ومن هذه الوسائل هي وسيلة الكتابة ففيها تحقيق للذات وفيها خروج من
النص الشفاهي إلى النص المكتوب وفيها يتحول الإنسان من مستمع إلى متأمل يرى صور
الحروف ودلالة الكلمات ومقاصد الجمل.قرأتُ في إحدى المجلات شكوى من إن هناك شخصا
لا يحصل على كفايته من النوم فما كان من الطبيب المعالج عبر وسيلة إعلامية كتابية
إن نصحه بالكتابة حتى يتخلص من المرض الذي هو فيه (الأرق) نصحه بان عليه إن يخربش
كلمات تدل على وجوده حتى وان كانت تلك الكلمات من الخيال
وهنا
قراءة شعرية للاخت زينب بعنوان " حلمي المدفون " mon réve enfoui
نشكرك مرة اخرى اختنا الفاضلة
