أسماء بومليك
الظاهرة المتفشية لدى اطفال الرحل
عادة ما نصادف في أسفارنا على جنبات الطريق رحلا اختاروا الخيام ملجأ
لهم وأصبح الترحال بالنسبة لهم نمط عيش وعملا روتينيا عاديا , وعادة ما تتبادر إلى
أذهاننا أسئلة من قبيل : كيف يعيشون ؟ وكيف يمضون أوقاتهم ؟ وكيف يدبرون لقمة
العيش ؟ والسؤال الأهم كيف يتمكن أطفالهم من التكيف مع تلك الظروف القاسية , هنا
وبعد التأمل الطويل نرى أنهم اكتر الأطفال تهميشا واقصاءا , حيث يعانون من حرمان لأبسط
الأمور وشكليات الحياة الطبيعية حيت لايتسنى لهم الاستمتاع بأوقاتهم واللعب مع أقرانهم
وغيرها من الضروريات وهنا نركز أساسا على مشكل يعاني منه هؤلاء الأطفال ويعد ظاهرة
متفشية لدى هده الفئة المجتمعية وهي ظاهرة الهذر المدرسي حيت أن اغلب أطفال الرحل
مقصيين من التعليم بشكل أو بأخر وذلك راجع إلى مجموعة من المشاكل نخص بالذكر منها
: جهل الآباء لضرورة تعليم أبناءهم لاعتبارهم أن التعليم مضيعة للوقت والمال , في
حين يجب على أولادهم أن يقوموا بأعمال يومية مجحفة تفوق طاقتهم كرعي الأغنام وسقي المياه وجلب الحطب للتدفئة في البرد القارس
وغيرها من الأعمال اليومية المضنية , ومن بين كل هده المعوقات التي تجعل الطفل
الرحالة ينقطع عن دراسته , بعد خيام أهله عن المدرسة وكثرة ترحال أهله من مكان لأخر
وعدم استقرارهم بمكان معين إلى جانب الفقر المدقع الذي تعيشه هده الأسر المرتحلة .
مبادرات شحيحة للحد من الهدر
المدرسي
وقد ولدت في السنوات الأخيرة مبادرات لوزارة التربية والتعليم تشجيعا
منها لتمدرس هده الفئة من المجتمع المغربي المقصي ومحاربة لها لظاهرة الهذر
المدرسي لدى الرحل في كافة الأرياف والقرى المغربية والتي لقيت الصدى الطيب لدى
هده الأخيرة حيت عمدت الوزارة إلى احدات وحدات متنقلة أو بالأحرى مدرسة متنقلة
بكافة أطرها ترتحل مع أبناء الخيام أينما حلو وارتحلوا قصد منح هؤلاء الأطفال الحق
في التعليم وتوظيف اطر مخصصين لهدا الغرض وضمان سير العملية المدرسية في ظروف
عملية وفي متناول الجميع وملائمته مع نمط عيش هده الأسر التي اختارت الترحال
عنوانا لحياتهم ومع مراعاة فصول السنة من ارتفاع الحرارة صيفا وبرودة الطقس شتاءا .
ومن بين هده المبادرات أيضا تمكين الأسر المعوزة من الاستفادة من
الدعم المادي مقابل مواظبة أبنائهم على التمدرس والحرص علي عدم غيابهم أو انقطاعهم
عن المدرسة والتي لاقت استحسان الأهالي
رغم كل ذلك فان هذه المبادرات تبقى خجولة أمام تحديات كبرى وضغوط أقوى
وتوالي مطالب هذه الفئة لضمان ابسط ظروف الحياة الطبيعية ويبقى التحدي أمام الدولة
لتنفيذ هذه المطالب وكسب الرهان .
آمــــــــــــــال رغم الآلام
من جهة أخرى قد نجد أباءا يؤمنون بضرورة تعليم أبنائهم فتجدهم حريصين
على تعلمهم وتوفير كل السبل لذلك لذلك ويختارون مناطق لحط الرحال اغلبها تكون
بالقرب من المدينة وتجدهم يتابعون أبنائهم لحين حصولهم على شهادات عليا رغم كل
الصعاب والعراقيل إيمانا منهم برد الجميل من أبنائهم بتوفيرهم لآبائهم ظروفا للسكن
اللائق والعيش الكريم .
في جميع الأحوال يبقى الطفل الرحالة ضحية لنمط عيش لم يملك حق
الاختيار في مجاراته ويقف أمام تحديات وصعاب جلى ولا حصر لها لكن التحدي هو وقوفه
كالصخر أمام هده المشاكل ليبني مستقبلا لنفسه من عدم .

ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق